
أما المؤمن فهو يعيش واقعاً آخر, المؤمن حقاً دعاؤه جزء من عبادته, دعاؤه شيء أساسي في حياته, المؤمن الدعاء بالنسبة له صلة عظيمة ما بينه وبين الله سبحانه وتعالى يستمر عليها ولا يغفل عنها ولا يتركها, هو دائماً يشعر بالحاجة الدائمة إلى الله, ويتطلع دائماً إلى رحمة الله ومغفرته, ويدرك الواقع والمخاطر الكبرى عليه في حياته كإنسان, وحجم الخسارة الفادحة عليه إذا خسر ولم يتوفق ويعيش في واقع المسؤولية والعمل حالة الالتجاء المستمر إلى الله, خوفاً من التقصير ولمواجهة المشاكل والعوائق والتحديات, وليس لديه اتكال على أي بدائل أخرى يتطلع إليها على أساس أنها يمكن أن تكون بديلاً عن الله سبحانه وتعالى, التجاؤه الدائم هو إلى الله, هو إلى الله.
ومن هذا الواقع: من واقع الشعور بالمسؤولية, في واقعه الإيماني, في واقعه العبادي مشدود إلى الله, متطلع إلى ما عند الله, فهو عندما يتأمل في خلق السموات والأرض, في واقع هذه الحياة يدرك حجم المسؤولية الكبيرة فيشعر بالخوف من الله سبحانه وتعالى إن هو قصر, إن هو أهمل, يدرك أن الجزاء عسير, وأن العاقبة سيئة إن هو لم يقم بمسؤوليته في هذه الحياة وفق ما يريده الله سبحانه وتعالى, فيحكي الله عن عباده المؤمنين هذا الواقع فيقول سبحانه وتعالى: ﴿إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ
اقراء المزيد